هناك مواضيع حساسة تمس المشاعر الثورية وليست العاطفية لدى الجميع ومناقشتها تتطلب الصبر والوعي واحترام وجهات النظر والعلم قبل كل شي وخصوصا إذا كانت أو جزء منها يتعلق بالدين ولذلك صبرا علي
(الشرف والعرض)عندما يجد الزوج رجلا في منزله ومع زوجته ماذا يفعل؟
يكون الرد غالبا من الرجال (قتله)
وهنا أقول:
قال الله تعالى( والتي يأتين الفحشة من نسآئكم فأستشهدوا عليهن أربعة منكم فأن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا )
الآية( 15).سورة النساء
من الآية يتضح أن الفعل الأول هو الاستشهاد بالشهود لإثبات الزنا وبعده العقاب .
وحكمه الإسلام في شروط الشهود ورؤيتهم للميل في المكحلة رغم صعوبة ذلك أو استحالته جاءت حتى لا تحدث جرائم مبنية على الشك أو الغضب.
(عن أبي هريرة رضي الله عنه ان سعد بن عباده قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو اني وجدت مع أمرأتي رجلا : أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟
فقال رسول الله : نعم) أخرجه مسلم والموطأ , سنن أبي داوود كتاب الديات .
((ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام لم يسبق بهذا التوجيه الرائد معاصريه ومن جاء قبلهم فحسب بل انه يسبق محاكم العصر في الشرق والغرب. هذه المحاكم لا تزال تعامل جرائم الشرف معامله خاصة تنتهي بالحكم على الزوج المدان حكما مخففا. واذكر أن صديقا أمريكيا محاميا قال لي مرة : أعطني رجلا قتل زوجته في قضيه تتعلق بالعرض وسأضمن لك أن المحلفين في أي محكمه امريكيه سيحكمون ببراءته.
وفي عدد كبير من دول العالم بينها دول إسلاميه نص مقتبس من القانون الفرنسي يقضي بمعامله الزوج المخدوع الذي يقتل زوجته بلطف منقطع النظير))...""من كتاب ثوره في السنة النبوية للدكتور غازي القصيبي""
وفي الأردن على سبيل المثال تحدث هذه الجرائم سنويا وقد حدثت مظاهرات للمطالبة بتعديل النصوص القانونية هناك
ولو ذكرنا بان القتل كان دفاعا عن العرض والمؤمن يعتبر شهيدا في حال قتل دفاعا عن عرضه
فهنا بينت الشريعة في أحكامها الفرق في ذلك وهو ما يسمى الأخذ "بالصائل" مثال :
إذا وجدت العصا حرمت السكين وإذا وجدت السكين حرم المسدس.
والواقع بأمثلته لدينا يبين ذلك
فالرجل إذا دخل عند امرأة برضائها واتفاقهما انتفى الدفاع عن العرض فلم يقم هذا الرجل بالتهجم على عرض الزوج
وكذلك لو لحقت بسارق داخل المنزل وهو يهم بالهرب فوق السور وأطلقت عليه النار ومات .
فهنا لم يكن دفاعا.
وهناك حالات كثيرة وجدت بان الزوج قد قام بقتل زوجته لسبب آخر ويقول بأنه وجدها تخونه مع آخر.
وكذلك حدثت قضايا بان يقوم احد باستدراج رجل لمنزله ويقتله حتى يقول بأنه تهجم على زوجته.
إن موروثات العصبية وغسل العار التي جاءت عبر العصور لا تمت للدين الإسلامي بشي رغم إسنادها له
ونحن من سبق العالم في الأحكام الشرعية قبل القانونية.
اسأل المولى عز وجل أن يبعد عنا كل مكروه
موضوع: جرائم الشرق 
الجمعة أغسطس 29, 2008 1:52 pm
